ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺤﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﻬﺎﺏ، ﻭﻧﺎﺟﺎﻩ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﺏ، ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻓﻰ ﺃﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻛﻞُ ُ ﻟﻪ ﺃﻭﺍﺏ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺂﺏ، ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺭﺏ ﻻ‌ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻐﻴﺮﻙ ﺳُﺒﺤﺎﻥ، ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ، ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻻ‌ ﻳُﻌﺠﺰﻙَ ﺇﻧﺲُ ﻭﻻ‌ ﺟﺎﻥ، والصلاة والسلام ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣُﺤﻤﺪ، ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷ‌ﺑﻘﻰ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻷ‌ﺗﻘﻰ، ﻭﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻷ‌ﻧﻘﻰ، ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﻠﻞ ﻭﻟﺒﻰ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻃﺎﻑ ﻭﺳﻌﻰ، ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺳﺒﺢ ﺭﺑﻪُ ﺍﻷ‌ﻋﻠﻰ، أما بعد:

أهنئك يا مولاي وأهنئ نفسي وكل عماني بهذا اليوم السعيد والميعاد التليد ، الذي كلما جاء ذكرنا بتلك اللحظات المشرقة والذكريات العطرة ، لحظات وذكريات لن تغيب عن فكر كل من تربى على أرض هذا الوطن الغالي ، فما إن توليت مقاليد الحكم إلا والإنجازات تتواصل دون توقف في سبيل تحقيقها ، وكنت دائماً بخطاباتك تقرب لنا كل بعيد ، وبفعلك تقودنا إلى الحلم السعيد ، حتى رأينا عمان كما نراها اليوم مزدهرة بكل ما رسمته وحققته لنا من حضارة قامت على أسس متينة وصلبة.

مولاي إن الرؤية التي رسمتها لنا منذ أن توجت عمان بقيادتك الحكمية عاشها كل عماني كان حاضراً قبل عام 1970م وعاشها كل عماني قد حضر بعد ذلكم التأريخ البهيج ، ولن ينسى كل من عاش حقبة توليك مقاليد الحكم خطابك الذي قلت فيه : "أيها الشعب سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل ، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.. كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة ، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي ، وإني متخذ الخطوات القانونية لتلقي الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة ، وإني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي من جميع الشعوب ، وخصيصًا مع جيراننا ، وأن يكون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيينا لمستقبل منطقتنا".

سيدي ومولاي إن هذه الحروف الصادقة الواعدة زرعت في نفوسنا الأمل والحلم الذي حققته لنا على مدار ال45 سنة ، فقد تنوعت الإنجازات في شتى المجالات العلمية والثقافية والتقنية والصحية والتعليمية وغيرها من الإنجازات المتحققة والتي لا نحتاج في مقامنا هذا لذكرها ؛ لأنها ظاهرة للعيان وكل إنجاز من إنجازات النهضة المباركة يتحدث عن نفسه.

مولاي إن الكيان الذي حققته لعمان سيظل يذكرك ، وستظل القلوب التي أسرتها مخلصة لك تدعو لك بكل خير لما قدمته لها من تضحيات وعطاءات كانت على حساب صحتك وعافيتك وراحتك ، فمنذ توليت مقاليد حكم البلاد وأنت تعي بأنك ستنزع ثوب الصحة والعافية والراحة عن جسدك في سبيل تحقيق الأهداف المرسومة لجعل عمان أمبراطورية عظيمة في الداخل والخارج.

ختاماً أغتنم هذه المناسبة المباركة لأرفع إلى مقامكم السامي  مولاي -حفظكم الله ورعاكم- أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة عيد كل عماني ألا وهو يوم نهضتنا المباركة ، سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ جلالتك ويمدك بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد ، وأن يعيد هذه المناسبة وأمثالها على جلالتك أعواما عديدة، وعلى الشعب العماني وبلادنا العزيزة بمزيد من التقدم والرخاء في ظل قيادتك الحكيمة، وكل عام والجميع بخير ، وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه الأطهار ومن تبعه بإحسان إلى دار القرار.

كتبه : فراس بن يونس بن راشد النقبي
المشرف العام لشبكة روح القانون العمانية

23/يوليو/2015م
6/شوال/1436هـ

شارك في