شبكة روح القانون

مرحبًا بك في موقع الشبكة الرسمي

كلمة في يوم المرأة العُمانية



By  شبكة روح القانون     10:29 م     

في كلِ مجتمعٍ بشريٍّ كانت المرأة حاضرة بشموخ، هي الشِّقُ الذي ينهضُ به جسدُ كلّ ِمجتمع• وأحدُ جناحينِ بهما يحلق، بل لو ذهبنا عميقاً فالمراةُ هي روحُ ذلك الجسد الذي به يحيا، و العظمُ الصميمُ الذي يستند عليه كلا الجناحينِ عبرَ العصور! ، وهكذا كانتِ المرأةُ العمانية جيلاً بعدَ جيل.

ويومَ أن أشرقَ على عمانَ الفجرُ الجديد، واحتاجتِ المسيرةُ إلى الانطلاقِ بقوةٍ مضاعفةٍ، لَحاقاً بقافلةِ الأممِ المتحضرة، وسيراً في رَكبِها الحثيثِ المتسارع،؛ كان لزاماً وبداهةً ان يتضاعف حضورُ المرأةِ وينشُط.

وذلك ما كان اهتماماً نُصبَ عينيْ قائد المسيرةْ، خطاباً بعدَ خطاب، ونداءً بعدَ نداء، وفي جنباتِ عمان دوّى نداؤه، وجلجل صوتُ دعوته: "إننا ندعو المرأةَ العمانيةَ في كلِ مكان في القريةِ والمدينة في الحَضَرِ والبادية في السهلِ والجبل أن تشمّرَ عن ساعدِ الجِد• وأن تساهمَ في حركةِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية كلٌّ حسبَ قُدرتِها وطاقتِها وخبرتِها ومهارتِها وموقِعِها  في المجتمع• فالوطنُ بحاجةٍ إلى كلِ السواعدِ من أجل مواصلةِ مسيرةِ التقدمِ والنماء •والاستقرارِ والرخاء".

وهكذا كان، وبذلك شهدت كلُ ربوعِ عمان، مسيرةٌ حيويةٌ دافقة، تشهد للمرأةِ العمانيةِ بعزيمتِها الحية، وبذلِها النبيلِ للغالي والنفيس، من أجل وطنِ الشموخِ والإباء، وطنِ الأمجادِ والإنجاز، وطنِ التاريخِ والحاضرِ والمستقبل، ولم يزل قائدُ المسيرة يتعهدُ المراةَ باهتمامه، ويرعاها بخصوص عنايته، كي لا تكَلّ تحتَ وطأةِ العقبات، ولا تتراجعَ مع عوارضِ المنغصات.

ولنا نحنُ العمانياتِ شرفٌ وفخرٌ بذلك الاهتمام، وبعين الرعاية السامية، نعُدُّها دافعاً محركاً يدعونا للمضيّ قدماً من أجل إثباتِ ذواتِنا، وأننا على قدرِ المسؤوليةِ النبيلة، والمهمةِ الساميةِ التي أوكلت إلينا.

وهذا ما نراه اليوم، وسنلتزم ان نراه كلَّ يوم: ما من مجالٍ من المجالات إلا وللمرأة فيه يد، منافسةً بكفاءة، مؤديةً باقتدار، مسهمةً بروح العطاء، ومعينةً على كل إنجاز هنا وهناك بروحِ بذلٍ سخية.

وجودُنا ثابتٌ ترسخهُ أقدامُ الواثقات الكادحات، سواءٌ في منازلهن منشئاتٍ للأجيال، أو في مراكزِهِن العليا حافظاتٍ أمانةَ الوطن وودائعَه في الحالِ والاستقبال.

وإننا لنعد بمستقبلٍ أفضل، نطمح فيه إلى الاكمل والأجمل، لهذا الوطن الغالي على نفوسنا،‏ ‏فيا أيتها المرأة الشامخةُ شموخَ القمم العلية في وطن الصواري والرواسي، لا تلتفتي للوراء، بل احملي محراثَ النماء، وإلى رصيدِ الامجادِ استندي وخذي من نماذج النساء العمانيات، المكرمات في كل المحافل الوطنية.

‏خذي منهن نموذجاً حيّاً يدفعك لتمثيل الوطن أسمى تمثيلٍ وأرقاه، تمثيلا يليق به، - ولا يليق بذا الوطن إلا العُلا والمعالي، ‏ضعي دائما أمام عينيك وفي الحسبان كلمة القائد المفدى: "إن الوطنَ لا يحلقُ من دون المرأة" فهذه الكلمة عنوان فخرٍ دعانا به ليعزز من ثقتنا بأنفسنا ويذكرنا بعظيم المهمة وكبير الرسالة التي نرعاها.

يا أختَ الرجال.. كلُّ عام وأنتِ بخير..وكلُّ عامٍ ورجالُ هذا الوطن لنا عونٌ وسند، ونحن وإياهم ذراعٌ وعَضُد، لتحقيق المراد وبلوغ الأهدافِ والغايات، معاً ماضون في خطين متلازمين لا ينفكان عن بعضهما، ولا ينطلق أحدهما دون الآخر.

آمن رجال هذا الوطن بما آمن به قائدُه، وصدّقوا إيمانهم بأفعالهم، وأفسحوا لنا الطريق حين ضاقت طرقٌ أخرى. فكلُ عام وبُناةُ هذا الوطن رجاله ونسائه بخير وأمان.


أصيلة المعمرية - باحثة قانونية
والحاصلة على الترتيب الأول 
على دفعتها بكلية الحقوق
بجامعة السلطان قابوس






About شبكة روح القانون

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Maecenas euismod diam at commodo sagittis. Nam id molestie velit. Nunc id nisl tristique, dapibus tellus quis, dictum metus. Pellentesque id imperdiet est.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شبكة روح القانون العمانية هي منصة إعلامية تعنى بنشر الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع من أجل مجتمعٍ واعٍ يعي ما له وما عليه ونحو ثقافة قانونية للجميع.