شبكة روح القانون

مرحبًا بك في موقع الشبكة الرسمي

ساعدني .. فلقد وصلتُ نهايتي (فعلتُ كذا ... فابتزني)



By  شبكة روح القانون     3:28 م     

"ساعدني" هي الكلمة التي كثيراً ما وصلت هاتفي اتصالاً وإرسالاً ، هي الكلمة التي قررتُ من بعدها أن أكون في صفِ من أخطأ حمايةً له من استغلاله وتوجيهاً لرفع الضرر عنه ؛ لأنه في النهاية إنسان يُخطأ ويُصيب ، هي الكلمة التي فتحتُ من بعدها باباً لدخول الكثير من آلام الغير لحياتي ، فصرتُ بعد ذلك متخذاً للتوعية سبيلاً - تصميماً للمنشورات وإعداداً للمقاطع ونشراً في وسائل التواصل وإلقاءً للمحاضرات وحوراً في اللقاءات- ، لعلي أجد أذناً تستمع وقلباً يعي ويؤمن بأن الحياة تغيرت وتغير معها كثير من مفاهيم الوصل والتواصل وأضحت الثقة في قاموس الكثيرين لا محل لها من الإعراب تطبيقاً وواقعاً.

حديثي هذا يجرني لأكتابةِ هذا المقال حول قضية يعاني منها العالم أجمع وهي (الابتزاز الالكتروني) لعله يصل فيغير واقعاً لم تستطعْ كل تلك الأفعال والأقوال التي ذكرتها في مطلع المقال أن تغيره ، ولأني وضعتُ الأملَ أمام عيني مطبقاً قوله تعالى : "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ" ، فما زال الأمل باقٍ بالتوعية والسعي لإيصال المعرفة بأن نصل إلى مجتمعٍ واعٍ بكيفية الاستخدام الصحيح لوسائل التواصل والشبكة المعلوماتية.

اعتدت في حديثي عن الابتزاز الالكتروني أن أتحدث بلغة القانون التي قد لا تُوصلُ للبعضِ فهماً أن هذه الجريمة أصبحتْ تهددُ كل فردٍ في أي مكان أو زمان مع استخدامنا اليومي لوسائل تقنية المعلومات أو الشبكة المعلوماتية ؛ ولكني اليوم سأتحدث بلغة الإنسان الذي له طاقته في تحمل الألم ، فحقيقةً ما أعايشه بشكل يومي تقريباً أضحى فوق طاقة التحمل من وقائعٍ وقصصٍ لضحايا الابتزاز الالكتروني التي أصبحت حديث الساعة.

فتارةً تأتيني من بدأت طريقها للحياة وهي لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها لتقول لي أحببته فصدقته فسلمته ما أراد وبعدها ابتزني ، وأخرى من وصلت لسلمِ النجاح ما وصلت بعد اجتهادٍ في الدراسة وصراعٍٍ مع ظروف الحياة وكونت بيتها واختارت شريك حياتها ورفعت اسمها واسم من تنتسب إليه عالياً ؛ ليأتي من يستغل ضعف علاقتها مع شريك حياتها ويبدأ بالعبث بها في علاقة عابرة فيُمسك عليها ما يمسك من أسرارها ؛ ليجبرها بعد ذلك في المواصلة معه في طريق محظور ، وآخر يقول لي هل تساعدني فلعلك في حل مواضيع الابتزاز خبير وعلى مساعدتي قدير ، فأقول له أخوك فقير ولكن قل ما شكواك فالله على كل شيء قدير ، فيبدأ صوته يتقطع وكلماته إحداها تتقدم والأخرى تتأخر لينهي حديثه موضحاً أنه في غفلةٍ شيطانيةٍ قَبِلَ صداقةَ شخصيةٍ مجهولةٍ في إحدى وسائل التواصل فانتهى الأمر به بأن جرده من ثوب حيائه ليلبسه ثوب العار ويبدأ يهدده بصور ومقاطع تهدم حياته وحياة من هم حوله ، وآخر يحكي لي ألمَ طفله الذي أهمله وترك الهاتف في يده دون توجيه أو تعليم ، فانتهى به الحال بأن تعرف على من مَدَّ له طريقاً لا يعرفه أهله ليسيرَ وحيداً فيه ويختلي بطفولته وبراءته وينسف بإنسانيته وكرامته وشرفه.

وقائعُ الابتزاز الالكتروني كثيرة جداً وأسباب الوقوع فيه مختلفة وأهداف من يبتز متعددة ، ورغم التوعية التي يقوم بها أفراد المجتمع ومؤسسات التطوع وجهات الاختصاص ما زالت الضحايا تزيد في حرب مع عدوٍ يكاد هو المنتصر في كثير من تلكم الوقائع ، فأي ممارسة خاطئة لوسائل التقنية والشبكة المعلوماتية هذه التي تجرنا إلى أن نحفر قبر أحلامنا وإنسانيتنا وكرامتنا بأيدينا ؛ لتُدفن فيه أحلامنا البريئة وأهدافنا المشروعة وطموحاتنا المرسومة.

هل ما زلنا نظن بأن نشر خصوصياتنا في وسائل التواصل يسهم في جذب المتابعين لنا ، أو ما زلنا نعتقد بأن شريك الحياة لا يكون إلا عن طريق علاقات غرامية مشبوهة قد تكون محفوفة بمخاطر عديدة  ، أو ما زلنا مستمرين في فضح أسرارنا لمن لا يستحق صداقتنا بدعوى "الفضفضة" ليستخدمها ضدنا غداً ، لا أريد أن أكون سلبياً أو أن أشكك في علاقاتنا ببعضنا أو أن أبالغ في طرحي في مقالي ، ولكن وسائل التواصل بمسمياتها وتنوعها والشبكة المعلوماتية باتساعها وانتشارها يجب أن لا تُستخدم كأداة قتل لكرامتنا أو أداة هدم لأخلاقنا ؛ بل علينا أن نستخدمها بحذر ووعي ؛ تاركين بصمة الخير لأنفسنا ولمن هم حولنا ولوطننا.

أخي/ أختي .. القانونُ الذي يجرم هذه الجريمةَ موجودٌ والجهات المختصة التي تستقبل شكواك بخصوصها في وطننا العزيز موجودة ؛ ولكن إن كان وعيك غير موجود وفعلك وقولك غير محمود فلا تظن بأنك بمعزلٍ عن عالم قد يتربص فيه لك عدوٌ أو حاقدٌ أو حاسدٌ وقد تكون أنت الضحية القادمة فاحذر.

فِراس بن يونس النقبي
Feras_y_7@

About شبكة روح القانون

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Maecenas euismod diam at commodo sagittis. Nam id molestie velit. Nunc id nisl tristique, dapibus tellus quis, dictum metus. Pellentesque id imperdiet est.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شبكة روح القانون العمانية هي منصة إعلامية تعنى بنشر الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع من أجل مجتمعٍ واعٍ يعي ما له وما عليه ونحو ثقافة قانونية للجميع.