شبكة روح القانون

مرحبًا بك في موقع الشبكة الرسمي

يا أهل المملكة لا عدمناكم



By  شبكة روح القانون     3:03 ص    التسميات: 

الحمد لله الواحد، العزيز العظيم الشاهد، سامع ذكر الذَّاكر وحمد الحامد، وعالم ضمير العبد ونية المقاصد، لعظمته خضع الراكع وذلَّ الساجد، وبهداه اهتدى الطالب وأدرك الواجد، رفع السماء فعلاها ولم يحتج إلى مُساعِد، وألقى في الأرض رواسيَ راسخاتِ القواعد، تنزَّه عن شريك مشاقِقٍ أو ندٍّ مُعاند، وعزَّ عن وَلَدٍ وجَلَّ عن والِد، وأحاط علمًا بالأسرار والعقائد، وأبصر حتى دبيب النمل في الجلامد، وسطا فسالت لهيْبَتِه صعاب الجوامد، ويقول في الليل: هل من سائلٍ فانتبهْ يا راقد، أحمده على الرخاء والشدائد وأقرُّ بتوحيده إقرارَ عابد، وأصلِّي وأسلم على رسوله الذي كان لا يخيب السائل القاصد ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بقلب صامد ، أما بعد :

فإن الله قد قال في كتابه العزيز : (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)، وقد قال نبيه الأمين -صلى الله عليه وسلم - : (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ، فإننا في مقامنا هذا نتوجه بالشكر الجزيل للأحبة الأشقاء أبناء  المملكة العربية السعودية على ما تفضلوا به من مواقف عظيمة ، ومن وقفات كريمة ، وما ذلك غريب عليهم ، ولا بعيد عنهم.

فإننا لم نكد ننسى الكريم الشهم عمر المديفر الذي استقبل أهل عمان وكأنه استقبل أهله المشتاق إليهم ، عندما تعرض بعض المعتمرين لحادث نتج عنه تعطل الحافلة التي كانت تقلهم، فهم المديفر باستضافتهم في بيته و وفر لهم وسيلة النقل التي أقلتهم إلى مكة حتى انتهاء إصلاح حافلتهم المتعطلة ، فعكس ذلك الفعل ردة فعل صدرت من الشعب العماني لما قام به المديفر ليخرج وسم باسمه يشكر المديفر على ما قام به من أخلاق إسلامية نبيلة حثنا عليها الرحمن الرحيم ونبيه الكريم.

لتأتي وقفة أهل الأحساء الإنسانية للمعتمرين العمانيين الذين تعرضوا لحادث مؤلم صباح يوم الخميس الموافق 30|7|2015م ، والذي نتج عنه عدة وفيات وإصابات ، حيث بادروا بمبادرة أسموها "مباردة أهل الأحساء لزيارة مصابي سلطنة عُمان" حيث قام عدد من أبناء المملكة بزيارة المصابين في المستشفى وقدموا لهم الهدايا ودعوا لهم بالشفاء العاجل ، كما تم تفعيل وسم بعنوان #عيادة_العمانيون_في_مشافي_الأحساء ، وما هي إلا دقائق وترى الأشقاء في المملكة يتسابقون ليضيفوا لجمال هذا الوسم جمالاً آخراً بعباراتهم الرائعة الطيبة التي كسبت القلوب وجذبت العقول ، كما لا ننسى أن نذكر دور الجهات المعنية في المملكة في نقل المصابين وتوفير كافة سبل العلاج لهم.

وفي النظير نرى أهل عمان لم يألوا جهداً في زيارة الطفلة السعودية التي أصيبت منذ أيام بطلق ناري غير مقصود ، وقد رأينا كذلك مواصلة الجهد من قبل الجهات المعنية في تقديم كافة المساعدة الطبية للطفلة المصابة ، وشهدنا تفاعل العمانيين و الأشقاء في المملكة في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يتبادلون الشكر والدعاء والثناء في مشهد يعبر عن مشاعر الإخاء والمحبة.


وما دليل هذه الوقفات الرائعة إلا أن السلطنة والمملكة كالجسد الواحد في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، ليطبقوا قول النبي -صلى الله عليه وسلم - :(مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى) ، وهو دليل لكل من شكك في ترابط الدولتين مع بعضهما البعض أنهما مع باقي دول الخليج على قلب واحد في سبيل تحقيق كل تلك الأخلاق الإسلامية الإنسانية النبيلة التي دعت إليها شريعتنا السمحة.

وأغتنم هذا المقام لأتقدم إلى أسر المتوفين في الحادث الأليم بأحر التعازي والمواساة على فقدهم أحبابهم ، سائلاً الله أن يرحمهم ويغفر لهم ويتقبل منهم وأن يكونوا في مقام الشهداء ، وأن يصبر أهلهم على فقدهم ، وأدعو الله أيضاً بأن يرزق المصابين الصحة والعافية وأن يشفيهم مما هم فيه وأن يرجعهم إلى ذويهم وهم يرفلون في تمام عافيتهم.

وفي ختام هذه المقالة أتوجه بالشكر الجزيل للمقام السامي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - الذي وجه برعايته الكريمة أوامره السامية للجهات المختصة لنقل المصابين وجثث المتوفين إلى السلطنة ، في مشهد يحكي ألم الأب على أبنائه وحبه لهم ، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ جلالته ويمده بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد، وأن يحفظ وطننا الحبيب والأمة الإسلامية جميعاً من كل شر وسوء.


فراس بن يونس بن راشد النقبي
المشرف العام لشبكة روح القانون

14/شوال/1436هـ
31/يوليو/2015م


About شبكة روح القانون

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit. Maecenas euismod diam at commodo sagittis. Nam id molestie velit. Nunc id nisl tristique, dapibus tellus quis, dictum metus. Pellentesque id imperdiet est.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شبكة روح القانون العمانية هي منصة إعلامية تعنى بنشر الثقافة القانونية لدى أفراد المجتمع من أجل مجتمعٍ واعٍ يعي ما له وما عليه ونحو ثقافة قانونية للجميع.